فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الخازن:

قوله: {ألم نشرح لك صدرك}
استفهام بمعنى التّقرير، أي قد فعلنا ذلك ومعنى الشرح الفتح بما يصده عن الإدراك والله تعالى فتح صدر نبيه صلى الله عليه وسلم للهدى، والمعرفة بإذهاب الشّواغل التي تصده عن إدراك الحق، وقيل معناه ألم نفتح قلبك ونوسعه ونلينه بالإيمان، والموعظة، والعلم، والنبوة، والحكمة، وقيل هو شرح صدره في صغره.
(م) عن أنس «رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السّلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرجه فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشّيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا: إن محمداً قد قتل فاستقبلوه، وهو ممتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر المخيط في صدره».
{ووضعنا عنك وزرك} أي حططنا عنك وزرك الذي سلف منك في الجاهلية فهو كقوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} وقيل الخطأ والسّهو وقيل ذنوب أمتك فأضافها إليه لاشتغال قلبه بها، وقيل المراد بذلك ما أثقل ظهره من أعباء الرسالة حتى يبلغها لأن الوزر في اللغة الثقل تشبيهاً بوزر الجبل، وقيل معناه عصمناك عن الوزر الذي ينقض ظهرك لو كان ذلك الوزر حاصلاً فسمى العصمة وضعاً مجازاً.
واعلم أن القول في عصمة الأنبياء قد تقدم مستوفى في سورة طه عند قوله تعالى: {وعصى آدم ربه فغوى} وعند قوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}
{الذي أنقض ظهرك} أي أثقله وأوهنه حتى سمع له نقيض وهو الصوت الخفي الذي يسمع من المحمل، أو الرحل فوق البعير، فمن حمل الوزر على ما قبل النّبوة قال هو اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بأمور كان فعلها قبل نبوته إذ لم يرد عليه شرع بتحريمها، فلما حرمت عليه بعد النبوة عدها أوزاراً وثقلت عليه وأشفق منها فوضعها الله عنه وغفرها له ومن حمل ذلك على ما بعد النبوة قال: هو ترك الأفضل لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، وقوله: {ورفعنا لك ذكرك} روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه سأل جبريل عن هذه الآية، ورفعنا لك ذكرك قال: قال الله: إذا ذكرت ذكرت معي» قال ابن عباس: يريد الأذان، والإقامة، والتّشهد، والخطبة على المنابر، فلو أن عبداً عبد الله وصدقه في كل شيء، ولم يشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم ينتفع من ذلك بشيء وكان كافراً، وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدّنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله وقال الضحاك: لا تقبل صلاة إلا به ولا تجوز خطبة إلا به، وقال مجاهد يريد التأذين وفيه يقول حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم ** من الله مشهود يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي مع اسمه ** إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

وشق له من اسمه ليجله ** فذو العرش محمود وهذا محمد

وقيل رفع ذكره بأخذ ميثاقه على النّبيين، وإلزّامهم الإيمان به، والإقرار بفضله، وقيل رفع ذكره بأن قرن اسمه باسمه في قوله (محمد رسول الله) وفرض طاعته على الأمة بقوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} ومن يطع الله ورسوله فقد فاز، ونحو ذلك مما جاء في القرآن وغيره من كتب الأنبياء ثم وعده باليسر، والرخاء بعد الشّدة والعناء، وذلك أنه كان في شدة بمكة فقال تعالى: {فإن مع اليسر يسرا} أي مع الشدة التي أنت فيها من جهاد المشركين يسرا ورخاء بأن يظهرك عليهم حتى ينقادوا للحق الذي جئتهم به {إن مع العسر يسرا} وإنما كرره لتأكيد الوعد وتعظيم الرّجاء قال الحسن: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبشروا فقد جاءكم اليسر لن يغلب عسر يسرين» وقال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخله عليه ويخرجه إنه لن يغلب عسر يسرين قال المفسرون في معنى قوله لن يغلب عسر يسرين إن الله تعالى كرر لفظ العسر، وذكره بلفظ المعرفة، وكرر اليسر بلفظ النكرة، ومن عادة العرب.
إذا ذكرت اسماً معرفاً ثم أعادته كان الثاني هو الأول وإذا ذكرت اسماً نكرة ثم أعادته كان الثاني غير الأول كقولك كسبت درهماً فأنفقت درهماً.
فالثاني غير الأول وإذا قلت كسبت درهماً، فأنفقت الدرهم فالثاني هو الأول، فـ: {العسر} في الآية مكرر بلفظ التعريف فكان عسراً واحدًا، واليسر مكرر بلفظ التنكير فكانا يسرين، فكأنه قال فإن مع العسر يسرا إن مع ذلك العسر يسرا آخر وزيف أبو على الحسن بن يحيى الجرجاني صاحب النظم هذا القول، وقال قد تكلم الناس في قوله: «لن يغلب عسر يسرين» فلم يحصل منه غير قولهم إن العسر معرفة، واليسر نكرة، فوجب أن يكون عسر واحد ويسران وهو قول مدخول فيه إذا قال الرجل إن مع الفارس سيفاً إن مع الفارس سيفاً فهذا لا يوجب أن يكون الفارس واحدًا والسيف اثنين فمجاز قوله: «لن يغلب عسر يسرين» أن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم وهو مقل مخف، فكانت قريش تعيره بذلك حتى قالوا: إن كان بك طلب الغنى جمعنا لك مالاً حتى تكون كأيسر أهل مكة فاغتم النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، وظن أن قومه إنما كذبوه لفقره فعدد الله نعمه عليه في هذه السّورة، ووعده الغنى ليسليه بذلك عما خامره من الغم.
فقال تعالى: {فإن مع العسر يسرا} أي لا يحرنك الذي يقولون فإن مع العسر الذي في الدّنيا يسرا عاجلاً، ثم انجز ما وعده وفتح عليه القرى القريبة، ووسع ذات يده حتى كان يعطي المئين من الإبل، ويهب الهبة السّنية ثم ابتدأ فضلاً آخر من أمور الآخرة فقال تعالى: {إن مع العسر يسرا} والدّليل على ابتدائه تعريه من الفاء والواو، وهذا وعد لجميع المؤمنين، والمعنى أن مع العسر الذي في الدّنيا للمؤمن يسرا في الآخرة وربما اجتمع له اليسران يسر الدنيا وهو ما ذكره في الآية الأولى ويسر الآخرة وهو ما ذكره في الآية الثانية فقوله: «لن يغلب عسر يسرين» أي إن عسر الدنيا لن يغلب اليسر الذي وعده الله للمؤمنين في الدنيا واليسر الذي وعدهم في الآخرة إنما يغلب أحدهما وهو يسر الدنيا فأما يسر الآخرة، فدائم أبداً غير زائل، أي لا يجتمعان في الغلبة فهو كقوله صلى الله عليه وسلم: «شهرا عيد لا ينقصان» أي لا يجتمعان في النقص قال القشيري: كنت يوماً في البادية بحالة من الغم فألقي في روعي بيت شعر فقالت:
أرى الموت لمن أصب ** ح مغموماً له أروح

فلما جن الليل سمعت هاتفاً يهتف في الهواء:
ألا يا أيها المرء ال ** ذي الهم به برح

وقد أنشد بيتاً لم ** يزل في فكره يسنح

إذا اشتد بك العسر فف ** كر في ألم نشرح

فعسر بين يسرين ** إذا أبصرته فافرح

قوله: {فإذا فرغت فانصب} لما عدد الله على نبيه صلى الله عليه وسلم نعمه السالفة حثه على الشكر، والاجتهاد في العبادة، والنصب فيها وأن لا يخلي وقتاً من أوقاته منها، فإذا فرغ من عبادة أتبعها بأخرى، والنصب التعب قال ابن عباس: إذا فرغت من الصّلاة المكتوبة، فانصب إلى ربك في الدعاء، وارغب إليه في المسألة وقال ابن مسعود: إذا فرغت من الفرائض، فانصب في قيام الليل، وقيل إذا فرغت من التّشهد فادع لدنياك وآخرتك، وقيل إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب في عبادة ربك، وقيل إذا فرغت من تبليغ الرّسالة فانصب في الاستغفار لك وللمؤمنين.
قال عمر بن الخطاب إني لأكره أن أرى أحدكم فارغاً سبهللاً لا في عمل دنياه ولا في عمل آخرته.
السبهلل الذي لا شيء معه، وقيل السبهلل الباطل {وإلى ربك فارغب} أي تضرع إليه راغباً في الجنة راهباً من النار، وقيل اجعل رغبتك إلى الله تعالى في جميع أحوالك لا إلى أحد سواه والله أعلم. اهـ.

.قال النسفي:

سورة الشرح:
مكية.
وهي ثمان آيات.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ألم نشرح لك صدرك} استفهم عن انتفاء الشرح على وجه الإنكار فأفاد إثبات الشرح فكأنه قيل: شرحنا لك صدرك، ولذا عطف عليه {وضعنا} اعتباراً للمعنى أي فسحناه بما أودعناه من العلوم والحكم حتى وسع هموم النبوة ودعوة الثقلين، وأزلنا عنه الضيق والحرج الذي يكون مع العمى والجهل، وعن الحسن: مليء حكمة وعلماً {صدرك وَوَضَعْنَا عَنكَ وزرك} وخففنا عنك أعباء النبوة والقيام بأمرها، وقيل: هو زلة لا تعرف بعينها وهي ترك الأفضل مع إتيان الفاضل، والأنبياء يعاتبون بمثلها ووضعه عنه أن غفر له، والوزر: الحمل الثقيل {الذى أنقض ظهرك} أثقله حتى سمع نقيضه وهو صوت الانتقاض {وَرَفَعْنَا لَكَ ذكرك} ورفع ذكره أن قرن ذكر الله في كلمة الشهادة والأذان والإقامة والخطب والتشهد وفي غير موضع من القرآن: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} [محمد: 33] [التغابن: 12].
{وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ} [النساء: 13].
{والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} [التوبة: 62].
وفي تسميته رسول الله ونبي الله ومنه ذكره في كتب الأولين.
وفائدة لك ما عرف في طريقة الإبهام والإيضاح لأنه يفهم بقوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ} أن ثم مشروحاً، ثم أوضح بقوله: {صدرك} ما علم مبهماً وكذلك {لَكَ ذكرك}، و{عَنكَ وزرك}.
{فَإِنَّ مَعَ العسر يسرا إِنَّ مَعَ العسر يسرا} أي إن مع الشدة التي أنت فيها من مقاساة بلاء المشركين يسرا بإظهاري إياك عليهم حتى تغلبهم.
وقيل: كان المشركون يعيرون رسول الله والمؤمنين بالفقر حتى سبق إلى وهمه أنهم رغبوا عن الإسلام لافتقار أهله، فذكره ما أنعم به عليه من جلائل النعم.
ثم قال: {إِنَّ مَعَ العسر يسرا} كأنه قال: خولناك ما خولناك فلا تيأس من فضل الله فإن مع العسر الذي أنتم فيه يسرا، وجيء بلفظ {مع} لغاية مقاربة اليسر العسر زيادة في التسلية ولتقوية القلوب، وإنما قال عليه السلام عند نزولها «لن يغلب عسر يسرين» لأن العسر أعيد معرفاً فكان واحدًا لأن المعرفة إذا أعيدت معرفة كانت الثانية عين الأولى، واليسر أعيد نكرة والنكرة إذا أعيدت نكرة كانت الثانية غير الأولى، فصار المعنى إن مع العسر يسرين.
قال أبو معاذ: يقال إن مع الأمير غلاماً إن مع الأمير غلاماً، فالأمير واحد ومعه غلامان.
وإذا قال: إن مع أمير غلاماً وإن مع الأمير الغلام، فالأمير واحد والغلام واحد.
وإذا قيل: إن مع أمير غلاماً وإن مع أمير غلاماً فهما أميران وغلامان كذا في (شرح التأويلات).
{فَإِذَا فرغت فانصب} أي فإذا فرغت من دعوة الخلق فاجتهد في عبادة الرب، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: فإذا فرغت من صلاتك فاجتهد في الدعاء، واختلف أنه قبل السلام أو بعده، ووجه الاتصال بما قبله أنه لما عدد عليه نعمه السالفة ومواعيده الآتية بعثه على الشكر والاجتهاد في العبادة والنصب فيها، وأن يواصل بين بعضها وبعض ولا يخلي وقتاً من أوقاته منها فإذا فرغ من عبادة ذنبها بأخرى {وإلى رَبّكَ فارغب} واجعل رغبتك إليه خصوصاً ولا تسأل إلا فضله متوكلاً عليه {وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون} [إبراهيم: 11]. اهـ.

.قال ابن جزي:

سورة الشرح:
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صدرك}
هذا لصدره توقيف معناه إثبات شرح صدره صلى الله عليه وسلم وتعديد ما ذكر بعده من النعم، وشرح صدره صلى الله عليه وسلم هو اتساعه لتحصيل العلم، وتنويره بالحكمة، والمعرفة، وقيل هو شق جبريل لصدره في صغره، أو في وقت الإسراء حين أخرج قلبه وغسله {وَوَضَعْنَا عَنكَ وزرك} فيه ثلاثة أقوال:
الأول: قول الجمهور أن الوزر الذنوب. ووضعها هو غفرانها هو كقوله: {لِّيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2] وهذا على قول من جوّز صغائر الذنوب على الأنبياء، أو على ذنوبه كانت قبل النبوّة.
الثاني: أن الوزر هو أثقال النبوة وتكاليفها، ووضعها على هذا هو إعانته عليها، وتمهيد عذره بعد ما بلغ الرسالة.
الثالث:: أن الوزر هو تحيره قبل النبوة، إذ كان يرى أن قومه على اضلال، ولم يأته من الله أمر واضح فوضعه على هذا هو بالنبوّة والهدى للشريعة {الذي أنقض ظهرك} عبارة عن ثقل الوزر المذكور وشدته عليه، قال الحارث المحاسبي: إنما وصفت ذنوب الأنبياء بالثقل، وهي صغائر مغفرة لهم لهمّهم بها وتحسرهم عليها، فهي ثقيلة عندهم لشدة خوفهم من الله، وهي خفيفة عند الله، وهذا كما جاء في الأثر: «إن المؤمن يرى ذنوبه كالجبل يقع عليه، والمنافق يرى ذنوبه تطير كالذبابة فوق أنفه» واشتقاق {أنقض ظهرك} من نقض البنيان وغيره، أو من النقيض وهو الصوت فكأنه يسمع لظهره نقيض كنقيض ما يحمل عليه شيء ثقيل.
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذكرك} أي نوّهنا باسمك وجعلناه شهيراً في المشارق والمغارب، وقيل: معناه اقتران ذكره بذكر الله في الأذان والخطبة والتشهد. وفي مواضع من القرآن، وقد روي في هذا حديث أن الله قال له؛ إذا ذكرت ذكرت معي..
فإن قيل: لم قال: {لك ذكرك} و{لك صدرك} مع أن المعنى مستقل دون ذلك؟
فالجواب أن قوله: {لك} يدل على الاعتناء به والاهتمام بأمره.
{إِنَّ مَعَ العسر يسرا} هذا وعد لما يُسّرَ بعد العسر، وإنما ذكره بلفظ مع التي تقتضي المقاربة ليدل على قرب اليسر من العسر،.
فإن قيل: ما وجه ارتباط هذا مع ما قبله؟
فالجواب: أنه صلى الله عليه وسلم كان بمكة هو وأصحابه في عسر من إذاية الكفار ومن ضيق الحال ووعده الله باليسر، وقد تقدم تعديد النعم تسلية وتأنيساً، لتطيب نفسه ويقوي رجاؤه كأنه يقول: إن الذي أنعم عليك بهذه النعم سينصرك ويظهرك ويبدّل لك هذا العيسر بيسر قريب، ولذلك كرر {إن مع العسر يسرا} مبالغة، وقال صلى الله عليه وسلم: «لن يغلب عسر يسرين» وقد روي ذلك عن عمر وابن مسعود وتأويله أن {العسر} المذكور في هذه السورة واحد، لأن الألف واللام للعهد كقولك: جاءني رجل فأكرمت الرجل. واليسر اثنان لتنكيره وقيل: إن اليسر الأول في الدنيا والثاني في الآخرة {فَإِذَا فرغت فانصب} هو من النصب بمعنى التعب، والمعنى إذا فرغت من أمر فاجتهد في آخر ثم اختلف في تعيين الأمرين فقيل: إذا فرغت من الفرائض فانصب في النوافل وقيل: إذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء.
وقيل: إذا فرغت من شغل دنياك فانصب في عبادة رب {وإلى رَبِّكَ فارغب} قدم الجار والجرور ليدل على الحصر أي لا ترغب إلا إلى ربك وحده. اهـ.